من هي ماريا مونتيسوري؟

ماريا مونتيسوري طبيبة ومعلمة إيطاليّة ابتكرت منهجاً يرتكز بشكلٍّ أساسيّ على فكرة مهمة، وهي  أنّ الطفل يتعلّم بشكلّ عفويّ وطبيعيّ حتى وإن لم يتدخل بذلك أيّ شخص بالغ.

بدأت ماريا في مدرسة صغيرة للأطفال في روما، ثم سافرت حول العالم لتنشر أفكارها وأبحاثها . جذب المنهج أنظارالمؤسسات التّعليمية و زاد الإقبال عليه . ولاحقاً أصبح المنهج يطبق في آلاف  المدارس والحضانات في كلّ أنحاء العالم.

ولدت ماريا مونتيسوري عام 1870 في بلدة تشيارا فالي /إيطاليا . ولدت في زمنٍ كان من النّادر فيه رؤية امرأة تدرس وتتعلم . لكن والدة ماريا كانت متعلّمة ، فقد تابعت دراستها أيضاً إلى أن وصلت إلى الجامعة لتدرس دبلوم علوم . ربما هذا ما شجّع ماريا على المتابعة لذا قدمت أوراقها للجامعة وقُبلت عام 1892 لتدرس الطب .

تعرضت ماريا للكثير من التّصرفات العنصرية والتي كانت موجّهة ضد المرأة لأنّها كانت المرأة الوحيدة في الكلية. وقد وصلت المضايقات إلى درجة دفعتها في التّفكير بالانسحاب . لكن فيما بعد أثبتت جدارتها وقدراتها وكسبت بذلك احترام الجميع .

لجأت خلال دراستها إلى العمل في مستشفى الجامعة كمساعدة وهذا ما أكسبها خبرة عمليّة لا يستهان بها. أمّا بعد التخرج فقد عملت في مستشفى للأطفال وفي تلك الأثناء بدأت بتجاربها الخاصة مع الأطفال .

ثمّ انتقلت للعمل في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ، وهنالك بدأت بتجربة نظرياتها وتطبيق أبحاثها على الطّلاب . درست ماريا الفلسفة وعلم النّفس  بالإضافة إلى علوم أخرى يمكن أن تخدمها في أبحاثها . كانت تزور المدارس وتراقب الأطفال وطريقة تعلّمهم .في المدراس التي عملت فيها كان تتبع أسلوباً خاصاً بها، يعتمد على احترام الطّفل ومراقبة اهتماماته عن كثب ، وفي كلّ مرة كانت تعطيهم أداوت لتعلّم مهارة واحدة فقط .

في عام 1907 أقدمت د. ماريا على خطوة كانت بمثاية تحدٍّ لها ، وهي العمل مع أطفال منطقة فقيرة في مدينة  روما  . وكان ذلك بناءاً على طلب من الحكومة ، ليتفرغ الأهالي للعمل خارج المنزل وترك أبنائهم في بيت الأطفال مع د. ماريا لتعمل معهم بدون مقابل ماديّ  لكن بشرط أن تكمل أبحاثها وتطبّق منهجها التعليميّ.

لقد حققت د. ماريا نتائج مبهرة مع الأطفال وذلك خلال سنة واحدة فقط من تطبيقها لمنهجها المميز ، لدرجة أنها لفتت أنظار العالم بأكمله لطريقة تعليمها.

آمنت ماريا مونتيسوري بأن التّعليم يمكن أن يبدأ من الولادة ومن عمر أقل من 3 سنوات ، وأن السّلام الكوني يمكن أن يتحقق من خلال تعليم الاطفال.

توفيت د .ماريا مونتيسوري عام 1952 عن عمر يناهز 81 سنة تاركة خلفها إرثاً لايستهان به ، يشمل كتباً ومحاضرات عدّة جُمعت وتُرجمت للعديد من اللغات ، ليبقى منهجها يدّرس حتّى يومنا هذا.

اترك تعليقاً