ما العلاقة بين الذكاء الحسي الحركي والريموت!

كلنا رأينا فيديوهات لأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يقومون برفض الألعاب مقابل أشياء حقيقية من البيئة حولهم مثل ريموت التلفاز أو مفاتيح السيارة فهل السبب هو الفضول أم تركيز الطفل على شيء معين بعيدة عن كثافة  وزخم الالعاب الملونة والمُصدرة للضوضاء؟

في الآونة الأخيرة أصبح لدى أغلب الأمهات الوعي الكافي لمعرفة أن اللعب الحسي والحركي من أهم ما يشبع رغبات الطفل ويعطيه الفرصة للاستكشاف والتعلم، وقد علمنا فور تعرفنا على منهج المونتيسوري أن الطفل يتعلم بشكل أفضل من خلال اشراك حواسه واشراكه شخصيا في عملية التعلم.

سنتحدث اليوم بشكل مفصل على الذكاء الحركي الحسي لنفهم من خلاله اهمية التجارب التي يمر بها الطفل ونراها سلوك مزعج او عابر لا أهمية له.

الذكاء الحركي الحسي هو مدى تعلم الطفل من خلال حواسه مثل اللمس التذوق و الحركة.

يمر الأطفال بشكل عام و بمراحل مختلفة لتطوير الذكاء الحركي الحسي سنتناولها هنا:

المرحلة الأولى: من 1-4 شهور

التعلم من خلال الجسد

ويتعلم الطفل في هذه المرحلة بشكل أساسي من كل ما يلمسه وكل ما يضعه في فمه فتكون هذه هي علاقته الأساسية مع العالم حوله ويستكشف كل شي يقع في يده من خلال وضعه في فمه فهي اذن مرحلة طبيعية لدى الاطفال نقوم بدعمها عند تعريضه للمس أشياء مختلفة الملمس من الناعم للخشن بيده أو بقدمه حتى ، فمثلا يمكن أن يستلقي الطفل امامنا على ظهره وقدماه تصل الى قماش خشن او قطعة من القصدي وكلما حرك أقدامه سمع صوت القصدير وشعر بملمس القماش.

المرحلة الثانية: من 4-8 شهور

التفاعل مع الأشخاص والأشياء من حوله

في هذه المرحلة يبدأ الطفل بتكوين مفهوم الفعل ورد الفعل، أقذف الأكل على الأرض فتبدي امي ردة فعل، أضرب الملعقة على الطاولة فتصدر صوتاً وهكذا،

أيضا يبدأ بالتركيز على شيء محدد يريده فيزحف باتجاهه مهما تمت مقاطته محاولة منه الوصول اليه.

من المهم هنا الانتباه على ردات فعلنا فمن الممكن أن تؤدي ردة فعل عنيفة أو مبالغ بها الى تردد الطفل بالقيام باي استكشاف اخر او ان يكرر السلوك مرات عديدة فقط ليحصل على نفس ردة الفعل.

المرحلة الثالثة: من 12-18 شهر

مرحلة الاستكشاف

يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالتفكير فيما يريد القيام به وكيفية انجازه، كيف يمكنني الوصول الى علبة الشوكلاتة ؟ يجب علي نقل الدرج الى جانب الخزانة.

يبدأ أيضا باستخدام الالعاب بطرق مختلفة واكتشاف خصائصها،

القدرة على التفكير والتذكر يعتمد بشكل كبير على التجارب السابقة التي قام بها الطفل وكمية الفرص التي قدمت له للتعلم،اذن ردة فعل الأهل للسلوك الاستكشافي للطفل اما بالنهر أو بالتجارب الايجابية قادر على ان يثبط او تدعم عملية التفكير والتعلم عنده.

إذن فلنرجع الى السؤال في أول المقال وبعد الاطلاع على المعلومات السابقة نجد أن الطفل يعتبر كل ما هو حوله مشروع اكتشاف جديد، خاصة تلك الأدوات التي نستخدمها نحن خلال اليوم والتي تعطي نتائج منطقية ، ضغطت على جهاز التحكم فأنار التلفاز، وحركت المفاتيح فأصدرت صوت.

لا اشجع ابدا على ان نسمح لاطفالنا بتعطيل أدوات المنزل أو اللعب بها بطريقة مؤذية لكن لنخفف الضوضاء المحيطة بالأطفال من ألعاب ليس لها أي فائدة الا اصدار اصوات وإضاءة كلما لمسها الطفل، و لنترك لهم مساحة آمنة للاستكشاف بمرافقتنا ونرفع ما نشعر أنه يشكر خطر عليهم من أمامهم.

اترك تعليقاً