كيف يساعد منهج المونتيسوري على التطور الجسدي للأطفال؟
من المتعارف عليه لدى غالبية المهتمين بالتعليم بأن منهج المونتيسوري يساعد على التّطور العقلي للطفل ، لكنّ التطور الذي يعمل عليه المنهج ليس تطوراً عقلياً فقط ، بل إدراكياً وجسدياً أيضاً .و اليوم سنتحدث عن التّطور الجسدي وكيف يساهم منهج المونتيسوري فيه .
حركة الطفل يمكن تقسيمها إلى نوعين ، و ذلك يكون حسب حجم وعدد العضلات المشاركة في الحركة .
أولاً : الحركات الكبيرة والعامة ، وتشترك فيها الكثير من عضلات الجسم مثل المشي التسلق والتوازن .Gross movement
و ثانياً : الحركات الدقيقة ، والتي يشترك فيها عدد محدد من العضلات ونخص بالذكر هنا عضلات الأصابع وحركةFine movement
الالتقاط المهمة جداً في عملية الكتابة لاحقاً.
نلاحظ بأن بيئة المونتيسوري تشجّع الطّفل على الحركة بحرّيّة ، وذلك من خلال خلق بيئة مناسبة للطفل ليتحرك فيها ويقوم بأعماله اليوميّة بكل سهولة. كأن يستطيع أن يُلبس نفسه بنفسه وأن يغسل يداه، و يحضّر طعامه …الخ
وكلها أمور تحتاج لتحريك عضلات كبيرة في جسمه.
كما ينبغي علينا أن نشجّع الطّفل دوماً لأن ينظر حوله ، و أن يقدم المساعدة لمن يحتاجها من الأطفال الأصغر سناً ، و أن يتفاعل مع غيره بدون تعليق من المعلمة.
ويجب على موجهة المونتيسوري ألا تحدّ من حركة الأطفال في الفصل طالما أنهم يحترمون البيئة ، وحركتهم لها هدف معين . كما يفضّل أن يقوم الطّفل بجولة في الطّبيعة يومياً .
أما بالنسبة للحركات الدّقيقة ، فيتم التّركيزعلى الكثير والكثير من الأنشطة التي تدعم تطور العضلات الدقيقة . فأول ما يتم تعريض الطفل له هو أنشطة الحياة العملية . والتي تتطلب تمرين عضلات صغيرة بالجسم ، خاصة عضلات الأصابع. فمثلا الصّب الجاف والسّائل، و استخدام بخاخ الماء في ريّ النبات.
كذلك مسح الطّاولة ، ونشر الغسيل ، والكثير من الأنشطة الأخرى .
تعتبر هذه الأنشطة مهمة جداً لتعلّم الطفل مستقبلاً بعض المهارات الأخرى مثل مهارة مسك القلم بالطّريقة الصّحيحة.
بالإضافة إلى كلّ ما سبق يمكن زيادة نقطتين تدعمان تطور الطّفل جسدياّ وهي:
1. كل أنشطة المونتيسوري تتضمن الحركة بشكل أو بآخر حتى أنشطة اللغة والرياضيات، والتي تكون في المدرسة عبارة عن جلوس وورقة وقلم.
2 . التأكيد على عدم التّفريق بين الأنشطة حسب جنس الطفل ” كما تجري العادة في مجتمعاتنا” فلا يتم الرّبط بين الحركات الكبيرة مثل لعب الرياضات والجري بالأولاد و الحركات الدقيقة بالبنات.
لهذا كان نتاج الاهتمام بالتّطور الجسدي للطفل ليس تقوية عضلات فقط ، بل اهتماماً بالنّواحي الأخرى أيضاً. لأن فهم احتياج الطفل للحركة وعدم منعها خلال عملية التعلم يجعل الطّفل أكثر استعداداً لاستقبال المعلومات المقدّمة من الموجّه . كما أنّه يقلل الملل المرافق للدّراسة والذي يكون عادةً في المدارس التقليدية
لينا صوالحة