مونتيسوري للجميع لكن..
في الآونة الأخيرة كثيراً ما تردّد على مسامعنا بأن منهج المونتيسوري متاحٌ للجميع . لكن في الوقت ذاته إذا ما اطّلعنا على أدوات المنهج الكثيرة والأنشطة والمناهج المقدمة للطفل، سندخل في دوامةٍ وحيرة ، فكيف لمنهجٍ أن يكون في متناول الجميع ،ولا يستطيع الجميع توفيرأدواته والوقت اللازم لتطبيقه في المنزل؟
لذا قبل أيّ شيء دعونا نتّفق بأنّ منهج المونتيسوري ليس مجرَّد منهجٍ تعليميّ، بل هو أيضاً أسلوب حياةٍ وطريقة تعاملٍ ونظرة مختلفة للأطفال.
كنّا قد تكلّمنا سابقاً ضمن سلسلة نصائح لتطبيق المونتيسوري في المنزل، عن بعضِ الطّرق البسيطة التي تمكّن الراغبين في اتّباع المنهج من تنفيذها ، مما يساعد على إدخال مفهوم المونتيسوري إلى حياتهم .
أمّا اليوم سنتكلّم عن مبادئ طبقتها الدّكتورة ماريا مونتيسوري مع طلابها، وكانت من أساسيات تعاملها مع الأطفال لتغيّر بذلك المجمتع من خلال جيلٍ جديدٍ يحبُّ السّلام ويختار الطّريق الصّحيح بدون توجيهٍ أو رقابةٍ.
أولاً الحرّيّة:
يمتلك الطّفل حُرّيّة اختيار ملابسه، وجباته الخفيفة ،عمله ،أنشطته … وغيرها.
ويتم إدخال مفهوم الحرّيّة بشكل تدريجيّ من خلال تقديم الخيارات، فنبدأ من عُمرٍ صغيربتقديم خيارين ثم نزيد الخيارات كلما ازداد عمر الطّفل.
ولتحقيق المبدأ الأول علينا أن نعمل على المبدأ الثاني أيضاً وهو:
الاستقلالية:
وتعني قدرة الطفل على خدمة نفسه حسب استطاعته . فإذا ما جهزنا البيئة بشكل ملائم له ، ووفرنا الأدوات المناسبة لحجم الطّفل، سنسهل عليه أداء مهامه اليومية ، مثل ارتداء ملابسه ، تنظيف أسنانه و تحضير وجباته حتّى شربه للماء. والأهم من هذا كلّه هوعدم تنفيذنا لأيّ مَهمة يستطيع الطّفل القيام بها ، وإعطائه الفرصة ليتمرّن على هذه المهام ويتقنها لاحقاً .
ثالثاً: الأخطاء فرصة للتعلّم:
يحدث أحياناً أن يشعر الطفل بالخوف من الوقوع في الخطأ . ربما نتيجة خوفنا أو لومنا الزائد . لكن لو تعاملنا مع الخطأ على أنّه شيء طبيعي ،وبل مهم ليتعلّم الطّفل من خلاله مهارات أخرى ستتغير نظرتنا له. كما ينبغي علينا أن نكون نحن أنفسنا قدوة لأطفالنا بتعاملنا مع أخطائنا ، كأن نعتذر ونصحح الخطأ ،وبذلك سنفتح لهم المجال بالتأكيد للتجربة والخطأ والتعلّم.
رابعاً : الدّافع الدّاخلي :
ألغت د.مونتيسوري كل أشكال الثّواب والعقاب، وحتى أي شكل من أشكال التنافس.
وكانت تعزّز مبدأ مهماً عند الأطفال، وهو أن يقارنوا أنفسهم بأنفسهم فقط وأن يتحدوا أنفسهم فقط دون انتظار المقابل.
ونجحت في هذه المهمة ،عن طريق الابتعاد عن الجّوائز و المديح عند قيام الطّفل بإتقان أي مهارة . كما أنها كانت ترى أن إتقان المهارة في حدّ ذاته هو جائزة الطّفل لنفسه.
أخيراً منهج المونتيسوري منهج مرن وسهل التّطبيق بعكس الصّورة المثالية المتعارف عليها . فيمكنك اختيار المبادئ والأركان التي ترغبين في تطبيق المنهج فيها على حسب ظرفك وحاجتك الخاصة.
لينا صوالحة