مميزات أدوات المونتيسوري
هل فعلاً أصبح امتلاك أدوات المونتيسوري هو الأسلوب الدّارج هذه الأيام ؟!
ربما كان ذلك بغَرض عرض غرفٍ منمقة ذات ألوان هادئة ومحايدة وجميلة.. تُلتقط صور احترافية و تُرفع على وسائل التواصل الاجتماعي لتُعرض بشكل مثاليّ بغية شدّ انتباه العالم ليرَ مدى اهتمامنا بأطفالنا وتأميننا لهم كل ما يتمناه أيّ طفل آخر.. ترى هل هذا هو الهدف الرئيسي ؟ أم أن هذه الأدوات هي فعلاً أدوات مميزة وتفيد في تنمية مهارات أطفالنا؟
وهل يمكن الاستعاضة عنها بأدوات تؤدي المهمة المطلوبة ولكن بتكلفة أقل؟ أم أنها لا تقارن بأي أداة أخرى؟؟
أعتقد بأنّ الإجابة عن هذه الأسئلة ستكون سهلة بعد إنهاء قراءة هذا المقال . والذي سنتطرق فيه إلى الحديث عن خصائص أدوات المونتيسوري ، وما يجعلها مميزة ومخصصة لتنمية مهارات الأطفال العديدة.
عندما عملت د .ماريا مونتيسوري مع الأطفال لأول مرة في روما كانت تعمل بلا مقابل . قررت تجهيز بيئة تعليمية مبتكرة ، وهذا ما دفعها لتوفير أدوات تنمي مهارات الأطفال . وبالفعل أثبتت هذه الأدوات لاحقاً فعاليتها بالنظر إلى النتائج المبهرة التي ظهرت عليهم . ومازالت هذه الأدوات مستخدمة إلى يومنا هذا في مدارس المونتيسوري.
على الرغم من أن كل أداة لها خصائص ووظيفة تعليمية معينة ، إلا أنّ كل أدوات المونتيسوري تشترك بعدة خصائص وهي:
1.عزل الخاصية :
كل أداة من أدوات المونتيسوري تهدف لدعم الطفل في استكشاف خاصية معينة واحدة فقط. مثل اللون أو الحجم أو الرائحة . فمثلاً ألواح الألوان متشابهة في الشكل والوزن ومختلفة فقط باللون ليزيد تركيز الطفل فقط على اختلاف الألوان مما يسهل عملية تعلّمه . اسطوانات الأصوات متشابهة بكل شيء في اللون والحجم والطول ، ومختلفة فقط في الصوت الذي تصدره . صندوق الأحرف يحتوي على أحرف بنفس الحجم واللون وتختلف فقط أشكال الأحرف.
2.التّدرج من السهل إلى الأكثر صعوبة:
العملية التعليمية في المونيتسوري هي عملية تراكمية . نبدأ في تقديم المعلومات والتّجارب للطّفل منذ الصّغر . ونتدرج معاً في اكتسابها كأننا نقوم في بناء هيكل متكامل وهذه المعلومات والخبرات هي الأساس وأحجار البناء هكذا حتى يكتمل الهيكل ، ويشعر الطفل أنه واثق ومتمكن من معلوماته . في ركن الجغرافيا مثلاً يتعلم الطفل أولاً عن الكرة الأرضية التي تحتوي على لونين فقط الأرض باللون الأصفر والماء باللون الأزرق . ثم ندخل في تفاصيل الأرض فيتعلم أنها مقسمة لعدة قارات ، ويتدرب عليها عن طريق قطع التركيب . ثم ننتقل لنتعلم عن كل قارة على حدا ، بما فيها من أماكن ودول وثقافات وغيرها . وفي كل درس يتم مراجعة الدرس السابق ليتم التأكد من معلومات الطفل. و عند الشّعور بأن الطفل لم يتقن الدرس السابق نستطيع العودة إلى الخلف ومن ثم تقديمه مرة أخرى ودعمه بأنشطة مختلفة ومن ثم الاستمرار.
3.مصنوعة من مواد طبيعية:
غالباً تكون الأدوات مصنوعة من خشب طبيعي ومن أقشمة مختلفة . وهذا الأمر له عدة أهداف منها أن يتواصل الطفل مع الطبيعة بشكل دائم ، وبالتالي يقدّرها ويحترمها ومع التعليم الكوني المستمر يخلق رابط بينه وبين البيئة من حوله تجعله يوظف علمه للمحافظة عليها.
ومن ضمن الأهداف أيضاً أن الطفل عندما يحمل المكعب الأكبر في البرج الزهري والمكعب الذي يليه سيشعر حتماً بفرق الوزن ، بعكس لو أنها كانت مصنوعة من البلاستيك مثلاً . وعند نقله الخرز من صحن زجاجي إلى صحن زجاجي آخر سيُصدر صوتٌ مع كل خرزة تلامس الصحن فتحفزه على الاستمرار.
4.ضابط الخطأ:
من مبادىء أي صف مونتيسوري هو أن يلاحظ الطّفل خطأه ويصلحه بنفسه . وهذا ما وظفته ماريا مونتيسروي في الأنشطة بشكل ممنهج ومتسلسل بدءاً من أنشطة الحياة العملية ووجود قطعة قماش لمسح الماء إذا ما انسكب في نشاط الصّب . مروراً بكل الأدوات التالية التي سيستخدمها الطفل والتي تحتوي على ضابط خطأ ذاتي يوفر على الموجهة التّدخل في النّشاط وفصل تركيز الطفل عنه . مثلاً في أسطوانات الصوت يتم وضع ألوان متطابقة على كلّ زوج من الأصوات المتشابهة ليتأكد الطّفل من عمله في نهاية النشاط . وفي كروت التسمية هناك دوماً كروت لضبط الخطأ والتي تحتوي على الصورة والكلمة معاً.
هذه الخصائص وغيرها هو ما يجعل الأدوات مميزة في نظري وغير قابلة للتبديل بأي أداة أخرى . لكن لو كان لا بدّ من شراء أو صنع أدوات بديلة فيجب المحافظة قدر الإمكان على هذه الخصائص ، مثلاً من خلال طلاء الأداة باللون نفسه أو تقليل عدد الأجزاء المعروضة أو غيرها مما ترونه مناسباً .